أعلنت شركة «كازا» للإنشاءات التي تتخذ من مدينة دبي مقرا لها، نيتها لبناء أول ناطحة سحاب في العالم باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في دبي بدولة الإمارات، وذكرت الشركة أنها ستستخدم تقنية طباعة جديدة تُسمى طباعة الرافعة تهدف إلى الوصول إلى ارتفاعات شاهقة في المباني، حيث يتم استخدام الرافعات بإضافة وحدات يتم إنشاؤها خصيصا لبناء الهياكل مطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد التقليدية حتى يصل الارتفاع إلى الـ80 مترًا.
من جانبه، قال كريس كيلسي، الرئيس التنفيذي لشركة «كازا» صاحبة فكرة المشروع: "عندما كنا نخطط في البداية لتنفيذ تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد كنا نفكر في المنازل والمباني منخفضة الارتفاع، ولكن بعض المطورين طلبوا منا معرفة إذا كان بالإمكان بناء ناطحة سحاب مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، وأدى ذلك إلى البدء في البحث عن كيفية التكيف مع التكنولوجيا لبناء الهياكل الشاهقة".
وأضاف بالقول:" المطورين كانوا دوما يسألوننا عن طباعة الابنية الشاهقة في بداية تأسيس الشركة التي بدأت بتطوير حلول طباعة ثلاثية الأبعاد للبيوت والأبنية العادية التي لا تزيد ارتفاعاتها عن سطح الأرض كثيرا مما جعلنا لتحري تطوير التقنيات لذلك الغرض أي الأبنية الشاهقة. "
وأوضح كيلسي أن الشركة سستستخدم تقنية «الطباعة بالرافعة» لتطوير البرج، وهي التقنية التي تم تطويرها خصيصى لإنشاء المباني ثلاثية الأبعاد التي يزيد ارتفاعها عن 80 مترا.
وأشار في مقابلة مع صحيفة «ذا انديبندنت» أن الإنشاءات باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد ارتبطت لفترة طويلة بتطوير الأبنية المنخفضة مثل المنازل، إلا أن المطورين كانوا يتطلعون دائماً لطباعة الأبنية الشاهقة، وهو الذي دفع الشركة للبحث في كيفية تطوير التقنيات لإنشاء الأبنية الشاهقة.
وأضاف بالقول: "نحن نقوم حاليًا بإضافة ميزات للرافعات لجعلها قابلة للتكيف مع سرعة الرياح العالية، وإلى جانب استخدام نظام تجانس الطبقات لدينا الذي يساعد على إنشاء أسطح مسطحة تمامًا، لن تكون قادرًا على تمييز الأجزاء المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد".
وأوضح كيلسي، أن البناء بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد سيتيح إمكانية تطوير أبنية ذات تصميم معماري معقد، واستكمالها في فترة زمنية أقصر، مشيراً إلى أن كثافة الطلب على هذه التقنية سيكون العامل الرئيس لتقليص التكاليف، حيث تتقلص التكلفة العالية للتقنية بالتوازي مع مرحلة الإنتاج الواسع.
وأشار إلى إنه من خلال تقنيات الشركة فإنها أصبحت قادرة على بناء أبنية ذات تصميم معماري معقد بسرعات غير مسبوقة، والأمور يتوقف على آلية التوسع أي كثافة الإنتاج لتقليص التكاليف مع أول طرح للمنتجات، حيث تتقلص الكلفة العالية للتقنية مع مرحلة الإنتاج الواسع اي ما يعرف بـ وفورات الإنتاج الكبير.
ولم تكشف شركة «كازا» حتى الآن عن ارتفاع المبنى أو تاريخ بدء المشروع أو الانتهاء منه، لكنها بينت أنه سيتم طباعة المكونات الأساسية للمبنى باستخدام خليط خرساني وفق المعايير القياسية لتطوير المباني بتقنية البناء باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ويتميز البناء بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بتحقيق وفر مالي كبير في تكاليف البناء، نتيجة سرعة البناء وتقليص عدد العمال في موقع الإنشاءات بنسبة تتراوح بين 50% إلى 80% مقارنة بالمباني التقليدية، حيث تعتمد عمليات التصميم والتصنيع والتركيب على عدد قليل من التقنيين والمتخصصين في هذا المجال الجديد.
يذكر أنه في العام 2016، أعلنت حكومة دبي عن استراتيجية تهدف إلى جعل 25 في المائة من مباني المدينة مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول العام 2030، فيما أصبحت دبي أول مدينة بني فيها مجمع مكتبي بُني بالكامل باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد خلال 17 يوماً.
